الجمعة، 18 يوليو 2014

تونس كانت ولازالت بحاجة الى وقفة حازمة


هجوم ..صواريخ ..أسلحة رشاشة .. قتلى ..جرحى ..دم ..دموع ..أرامل ..أيتام ..أمهات ثكالى ..دفن وترحم على أرواح الشهداء وتستمر الحياة ويستمر التنظير "الثورة المجيدة" ويستمر البيع والشراء والصفقات واللقاءات المتشنجة بين الفرقاء السياسيين في وسائل الاعلام والتي تصبح ودية بقدرة قادر تحت مظلة السفارات ..وبعد يقولولك "هذا أمر عادي ويحصل في كل الفترات الانتقالية " ونحن على الطريق السليمة نحو الديمقراطية ...ما يحصل ليس عادي ولاعلاقة له بالانتقال الديمقراطي وانما هو ثمرة الاندفاع والمراهقة السياسية لبعض من ظنوا ان "نضالاتهم المزعومة ضد الديكتاتورية " تسمح لهم بهدم مؤسسات وزارة الداخلية والمس من مقومات الأمن القومي ..ما يحصل اليوم هو ثمرة طبيعية للتساهل والتراخي وغض النظر عن التطرف والدعوة الى العنف تحت غطاء حرية التعبير والتنظم وحماية الثورة ..ما يحصل اليوم هو ثمرة الرؤية المغلوطة التي توخاها ""الثورجيون"" والتي ظنت ان مصلحة تونس تكمن في هدم مؤسساتها واعادة البناء من العدم وهذه أكبر وأشنع غلطة ارتكبها الساسة فتونس لم تكن بحاجة الى حل اجهزة أمن الدولة ولا حل التجمع ولا حل مجلس النواب ولا تعليق الدستور ولا عفو تشريعي عام دون فرز وتدقيق وتمحيص ولا مجلس تأسيسي ولا لفترة انتقالية تدوم سنوات ..تونس لم تكن بحاجة الى ان تستعمل كجسر لتمرير الأسلحة تحت شعار دعم "ثورة الشعب الليبي " ..تونس لم تكن بحاجة الى اقصاء الكفاءات من ادارة المرحلة الانتقالية وتقديم البلاد على طبق من ذهب للهواة والمبتدئين في ادارة الشأن العام ..تونس كانت ولازالت بحاجة الى وقفة حازمة لوضع حد للسلبيات والأخطاء والمحافظة على المنجز والمكتسبات ..تونس في حاجة الى الحكمة والرصانة والقرارات الصائبة بعيدا عن العاطفة وبعيدا عن خدمة أجندات شخصية لزيد وعمر ..تونس ضاعت وغرقت في بحر الدم والدموع لأنها لم تجد صناديد يقولون كلمة الحق وقت الأزمة ويضعون مصلحتها فوق مصالحهم ..تونس تدفع ثمن تخلي أبنائها عنها وانشغال بعضهم بكيفية الوصول الى اكبر قدر من ""كعكة سقوطها "" والبعض الآخر بكيفية حماية أنفسهم من أيدي الظلم والقهر التي امتدت لتصفي حساباتها وتنتقم لنفسها ..تونس افتقدت ابرز مميزاتها وهي الأمن والأمان والطمأنينة والفرح والسلم والتسامح والنظافة والبيئة السليمة والشوارع المضيئة ...أقولها وأعيدها الف مرة ذنب تونس في رقبتنا جميعا ومن يغار عليها ويخاف على مستقبل ابنائه فيها لابد ان يتخلى عن المكابرة والشعارات الوهمية ويتجند لتفرز الانتخابات القادمة ان كتب لها ان تحصل مجموعة من الكفاءات الوطنية المتشبعة بالخبرة وبالمعارف التقنية والادارية والسياسية والاقتصادية والأمنية والقادرة على ارجاع الأمور الى نصابها واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب ووضع حد للتسيب والفوضى والتخاذل وتهديم أركان الدولة ..انقاذ تونس واجب وطني يمر قبل الايديولوجيا والدمغجة والسفسطة و" بيع الريح للمراكب" ..ألف رحمة تنزل على روح شهداء اليوم وربي يصبر أهلهم وذويهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق