الأحد، 1 يونيو 2014

ذكرى 1 جوان 1955يوم النصر المبين


تمر اليوم  الذكرى ال 63  لعيد النصر المجيد... ذكرى عودة الزعيم الخالد  الرئيس الحبيب بورقيبة  الى ارض الوطن   يوم 1 جوان  1955...   حيث  ارست  بميناء حلق الوادي  في يوم مشهود  الباخرة ..مدينة الجزائر..وعلى متنها المجاهد الاكبر وعدد من  رفاقه وعائلته.. ..حيث استقبله مئات الالاف من المواطنين والمواطنات ليس بالميناء فحسب  بل  ظلت الحشوت مترابطة ومتراصة على طول ..في الشوارع والانهج والساحات  التي اخترقها   الموكب  وصولا الى بيته برحبة الغنم..معقل الزعيم..كان  يوما خالدا  من ايام تونس ...ولحسن الحظ انه موثق  بالصوت والصورة  في مختلف  مراحل الاستقبال انطلاقا  من  وصول السفينة......عاد بورقيبة   الى  تونس    بعد اعتقاله الاخير يوم 18  جانفي 1952 مع عدد  من  الرعماء.. وكانت انطلاقة المعركة الثالثة والاخيرة    التي  توجدت  بقدوم  رئيس الحكومة  الفرنسية  بيار منداس فرانس الى قصر باردو  حيث اعلن  امام  الباي   يوم  31 جويلية  1954..عن  تمكين  تونس من الاستقلال الداخلي.....وفي يوم 3  جوان  اي بعد عودة بورقيبة  بيومين  تم  امضاء  اتفاق  الاستقلال الداخلي رسميا..وبعد  اسبوعين عاد  الزعيم  صلح بن  يوسف الى تونس وكانت  قيادة  الحزب المتمثلة في الديوان السياسي  وعلى راسهم الزعيم بورقيبة في استقباله  بمطار العوينة... مع الملاحظ ان  بن  يوسف لم  يتم اعتقاله مع الزعماء يوم  18 جانفي 1952  لانه  كان  وقتها في باريس ..ولما علم  بالقاء القبض على بورقيبة ورفاقه  هرب  لتوه الى المانيا...  ثم  استقر بالشرق...ولم  يعد الا بعد الاعلان عن  حصول تونس على الاستقلال الداخلي..فكان  بعيدا كل البعد  عن الحركة الوطنية   المسلحة  وعن الحزب..  وعن المعركة الحاسمة  عسكريا وسياسيا وتولى  في غياب الزعماء  العيم  فرحات حشاد  قيادة المعركة السياسية والمسلحة  حتى يوم  استشهاده يوم  5 ديسمبر 1952.....  لقد انشغل    بن  يوسف   بما كان يحدث في مصر من تحولات سياسية واجتماعية  بعد  قيام  ثورة  23  يوليو..ولما عاد  ابى الا ان يفسد الطرح  واعلن  ان الاستقلال الداخلي  هو خطوة الى الوراء.. والحال ان  سياسة المراحل اعتمدت   من البداية   وتم الاتفاق بشانها  في نطاق القيادة وبالاجماع.... فكان هو نفسه يشارك  باسم الحزب في حكومات   مهتمها  التفاوض مع فرنسا  لتحقيق اصلاحات ساسية واجتماعية...  فكيف يرفض الاستقلال  الداخلي  ..وهو اهم منجز  لحد ذلك الوقت.... لقد كان    بن  يوسف  يريد في الحقيقة  قلب الطاولة على بورقيبة وافساد الاجواء    طمعا في ان  يكون  هو رجل المرحلة  المقبلة  ورجل تونس  الجديدة  .. وفي الوقت  الذي ادخل فيها بن يوسف البلاد  في فتنة   عاتية وحيث سالت الدماء بين رفاق السلاح وابناء الوطن كان بن  يوسف يفاوض  سرا السلطات الفرنسية   عارضا قبوله  باقل مما  قبل بورقيبة  على ان  يكون هو رجل المستقبل وليس بورقيبة.. من ابرز من اتصل بهم  بن يوسف هو  شارل  سوماني.. وهذا اصبح معروفا اليوم  وصدرت عدة تقارير وكتب في فرنسا  وفي تونس..في هذا المعنى... و  بالتالي وللاسف  الشديد  نحن لا زلنا نعيش بنصف الحقيقة .. ونهمل النصف الثاني ..وكاننا لا نريد  ان نعرف وان نواجه  الواقع.. قد ان الاوان ان  يعرف التونسيون  والتونسيات  كل الحقائق..فبن  يوسف الذي ادخل البلاد  في فتنة لا مبرر لها   لانه كان يريد السلطة فقط ..وموقفه انتهازي بكل المقاييس حيث اثر نفسه  على مصلحة   تونس وشعبها في ظرف دقيق.. ولما اشتد  الوضع  لجا الديوان السياسي الى عقد مؤتمر استثنائي للحزب بصفاقس..في نفس السنة  .. بمساندة ودعم  الحبيب عاشور والاتحاد العام التونسي للشغل   حيث اقر الحزب  نص  ومضمون الاستقلال الداخلي...وحقق بورقيبة الاجماع حوله  وتم  قرار رفت بن يوسف  من الحزب وانتحاب الزعيم  الباهي الادغم امينا عاما.. واكد   المؤتمر  عزم الدستوريين على  استكمال  الجهود  لتحقيق الاستقلال التام  الذي تحقق بالفعل بعد اقل من  عشرة  اشهر يوم 20 مارس 1956.. و   ويجهل الكثيرون  ان  بن يوسف هو الذي حاول اغتيل بورقيبة المرار العديدة وبالحجة والبراهين..كما انه لا بد ان  يعرف التونسيون والتونسيات عديد الحقائق ومنها ان بن  يوسف الذي لم تكن  له اي صلة  بالعمل السياسي وخاصة العمل المسلح   خلال ثورة 18 جانفي 52  قد جهز جيشا في اراضي الليبية   للهجوم  على الدولة التونسية الفتية والاستيلاء على السلطة  بالقوة..وقد تم تزويده بالاسلحة من طرف حكومة عبد الناصر.. لا بد ان  يعرف التونسيون والتونسيات ان  بن  يوسف اثر نفسه على الوطن  فكان الانكسار..وان بورقيبة  اثر الوطن  على  نفسه  فكان  الانتصار.  وليس هو بالايثار القريب العهد...و في اخر المعركة  بل منذ  تاسيس الحزب سنة 1934 حيث تخلى بورقيبة   عن عمله كمحامي شاب وناجح  ليتفرغ للعمل الوطني  رغم  انه  متواضع  الامكانيات  وليست  له  ثروات  بيما ظل بن  يوسف محاميا  ووزيرا في اكثر من مناسبة .. ويسكن  في قصر  بمونفلوري على ملك  الدولة..وهو تاجر ومن اسرة  غنية.. فاين هذا من ذاك.. وكيف  تضيع الحقائق  طول هذا الوقت ...وياتي بعض  القومجيين والاسلامويين ليحاولوا  تضخيم  صورة بن  يوسف   وابرازه كضحية  لبورقيبة..  بينما ان البادي هو اظلم في كل الشرائع السماوية والارضية..لقد نحح بورقيبة  وفشل بن يوسف..نقولها  بواقعية وبلا حقد... ولقد اعتادت الشعوب الجديرة  بالحياة وبالكرامة  ان تحتفي بالذين انتصروا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه... والذين  ثبت منهم  العزم  والتصميم  وتبين الرشد والحكمة والتبصر .. فتحية لبطل غرة جوان و20 مارس و15 اكتوبر.. ورجل الملاحم  الانتصارية الكبرى  التي اذكى لهيبها  فكان النصر والاستقلال والجلاء.. ثم  دخلت  تونس بقيادته  معركة البناء والتشييد   واصلاح المجتمع  وبناء اسس دولة عصرية  وحداثية متقدمة  ..اصلحت وعممت التعليم وتم  تحرير المراة من خلال اصدار مجلة الاحوال الشخصية..وتم توحيد القضاء وحل جمعية الاوقاف  ثم  تاميم 600   الف  هكتار من  المعمرين  سنة 1964 ..  في مسيرة  حضارية  شاملة..عل طريق بناء مجتمع مدني قوي ومتطلع الى الغد الافضل..هذا المجتمع المدني هو الذي يقاوم  الارهاب  والارتداد اليوم بعزم لا يلين  وبوعي  تاريخي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق