الجمعة، 18 أبريل 2014

*من دفاتر حبيبتي الدمشقية

من دفاتر حبيبتي #الدمشقية 


ذات صباح من أيام الخريف سنة 1979

لأنّي أعلم أنّي سأرحل ذات يوم ولو كان بعد عشرين سنة أو أكثر لا يهمّ .. سأحبّك اليوم وسأرتمي في الحكاية حكايتنا دون أن أفكر في العواقب الوخيمة .. لست جبانة في الحبّ رغم أنّي أخاف الكلاب .. هل سبق وقلت لك أن أخي يمتلك كلبين رائعين ويعتني بهما كما تعتني الأمّ بالأبناء .. هما طيّبان جدّا ولكنّي أخافهما أحب مشاهدتهما من بعيد فقط .. سأسألك حبيبي أيّها أكثر خطورة عضة في اليد سرعان ما تشفى أو ندبة في القلب تشقى بها طول العمر .. لا تخف لست خائفة ولا أفكر أيضا في النتائج لأني أعلم أننا سنرحل عن بعض فالحبّ الذي يولد في الأفق لا مستقر له ولا قرار .. لا أعلم أيضا إن كنت سأحبّ بعدك .. كذبت عن كلّ الرجال قبلك وقلت لهم أني لم أحبّ بعدهم ولكنّي أحببت وكأني لم أعرف أحد فيهم .. أنا كاذبة حبيبي أقرّ بهذا ولكنّي أوّد أن أمنح للحبّ بهرجا من شغف الشعر ورنق الروايات ... وسحر الموسيقى .. كاذبة ولا أنكر .. لا أعلم حقّا إن كنت أحببت قبلك أم لا فكلّ حكاية إنتهت أطوي الصفحة بعدها ولا أرجع .. لنفترض الان أنّك تضحك من جنوني أو من بساطتي أو حتى تسخر من كلّ هذا لا يهمّ فكلّ ما أعرفه أنّي أعيش تفاصيل التفاصيل معك .. نسيت أن أقول لك أنّي إمرأة التفاصيل أحفظ المواعيد والتواريخ وجزئيات الألوان والعطر .. أنا ذكيّة جدّا حبيبي رغم أني لا أميل إلى إبراز ذكائي فدائما أظهر في ثوب البسيطة والطيّبة حتى السذاجة ولكن ثق أنّي كتلة لهب و ذكاء ... قلت لك أنّي أحفظ المواعيد ولي كلمة أقولها : لا تغفري لرجل أخلف موعده معك بعدها سيخلف وعده ولم أغفر لرجل ذات يوم لأنه لم يأت في ميعاده فرحلت عنه .. هل تعلم أوّد الكتابة في السياسة أو إنجاز مقال فكري أو التحضير لمناقشة رسالة الماجستير ولكنّي لا أستطيع كلّ هذا ... بي تعب لا يكّل ولا يملّ منيّ ... متعبة أنا حبيبي بحبّك لدرجة أني أحيانا أتمنى أن يختفي حبّك من قلبي هكذا أستفيق في الصباح ولا أجد صورتك بجانبي .. نسيت أيضا أن أقول لك لقد أخرجت لك صورة وأقنعت أبي أنها لأحد ثوار أمريكا اللاتينية .. لا تضحك رجاء .. أنا عاشقة وفقط .. متى يأتي موعد المخاض أتعبني الحمل حبيبي .. أنا حبلى بك .كلما إقتنعت أني أنجبتك في انتصار صغير أو نص جميل كلما تخاتلني وتعود إلى أعماقي وكأنه شبه لي أنك ولدت ولكنّك لم تلد بعد .. أودّ أن أكتب لك الكثير والكثير ولكنّي متعبة حقا سأعود ليلا وأخط لك بعض ما هو عالق بي .. وإلى أن نلتقي سلام الروح لروحي التي هناك .. فيك أقصد حبيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق