الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

سنبكي وطننا بدموع الدم ونقول على تونس السلام


نرجع ونقول أن الجميع انهمك بعد 14 جانفي 2011 في سب التجمع وشيطنة التجمعيين واتهامهم بأبشع تهم الدنيا وتصويرهم للشعب التونسي في شكل طاعون لا بد من استئصاله لأن كل مشاكل تونس والتونسيين تسبب فيها التجمع والتجمعيون وبن علي ..صنعوا للتونسيين عدوا وهميا لا وجود له الى أن صدق الناس هذه الأكذوبة وركزوا كل جهودهم لتطهير تونس من الأزلام وأعداء الثورة ومساندي الديكتاتورية وتركوا البلاد مرتعا للارهاب ليدخل السلاح ويتمركز وتنتشر ثقافة الجهاد والنكاح والأحزمة الناسفة تحت غطاء الحرية للجميع وعدم اقصاء أي طرف سياسي الا التجمعيين ..فشاهدنا بعض حقوقيينا وسياسيينا واعلاميينا يستنكرون وينددون بظهور كل صوت يقول كلمة حق في النظام السابق ويفسحون المجال لمن قالها عاليا في برنامج يشاهده الملايين : بن لادن سيد الأمة وتنظيم القاعدة لم نر منه الا كل خير "..شاهدنا البلاتوهات التي تخصص للدفاع عن حق كل الأطراف في النشاط والتواجد مهما كان تطرف فكرهم ماعدا حق التجمعيين الذي هضم وديس بكل جحود ونكران ..نسي هؤلاء الذين ساقونا الى الهاوية لتصبح بلادنا موطئ التفجيرات والأحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية ، أن التجمع سخر طاقات وجهود ملايين منخرطيه وجهود مسؤوليه للحفاظ على أمن وسلامة المواطن وتراب تونس المجيدة ...نسي هؤلاء ان فترة حكم التجمع لم تشهد ازهاق أرواح الأمنيين ولا المواطنين و لا حتى أشرس السياسيين وأكثرهم انتقادا للنظام ولبن علي ..نسي هؤلاء أن 55 سنة مضت من تاريخ تونس الاستقلال ولم يشعر التونسيون بلحظات خوف ورهبة وعدم اطمئنان ...في عهد ما سمي بالديكتاتورية والطغيان كان التجمع راعيا للأمن والاستقرار ومساعدا للعائلات من شمال البلاد الى جنوبها وحاميا لحمى الدولة ومؤسساتها ...نسي هؤلاء أنه لايجوز الحكم والتقييم بناءا على تجاوزات شخصية أو أخطاء فردية أو حتى بناءا على تصرفات الطرابلسية ..فالتجمع ليس الطرابلسية والتجمعيون ليسوا مصاصي دماء الشعب كما صورهم دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان ..خلاصة القول اليوم تونس تدفع ثمن أخطاء سياسييها وفشلهم في ادارة الأزمة بعد 14 جانفي 2011 وانشغالهم بتصفية حسابات دفينة تخصهم ولا علاقة للشعب بها وانما وظفوا سخطه وعدم رضاه على بعض الممارسات ليصلوا الى مبتغاهم ..تونس تدفع ثمن تغليب طموحات بعض من كانوا مغمورين وأتيحت لهم فرصة البروز والركوب على الأحداث فغلبوا مطامحهم الشخصية على مصلحة البلاد وتواطؤوا مع كل الأطراف وانخرطوا في منظومة مغالطة الشعب وتزييف الحقائق ...تونس تدفع ثمن صمت و انسحاب الملايين من الساحة خوفا ورهبة من الانتقائية في المحاسبة والتطهير والظلم والسجن وقطع الأرزاق .... فهل يفيد البكاء على الأطلال ؟؟؟هل مازالت الفرصة سانحة لانقاذ الوضع أم فات الأوان وسنبكي وطننا بدموع الدم ونقول على تونس السلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق