الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

مسألة السلاح الكيميائي بسوريا






سوريا سوف ترتكب حماقة قاتلة لو وافقة على نزع السلاح الكيمياوي أو وضعه تحت الرقابة الدولية، لأنها سوف تُضرب وتدمّر حينئذ بكلّ سهولة دون أن تقدر على الحاق أي أذى،تماما مثلما ضُرب العراق وتمّ غزوه واحتلاله بعد أن وافق صدام حسين على تفكيك الصواريخ البعيدة المدى واتلافها، أملا في النجاة من شن التحالف الغربي الحرب على العراق... وبالنهاية فانّ الروس لا أمان لهم ولا عهد ولا ميثاق،وهم حتما لن يكونوا "عربا أكثر من العرب أنفسهم" بعد ان وافقت أغلب دول الجامعة العربية على ضرب سوريا، ولا يبحثون ككلّ القوى الكبرى الاّ على تأمين مصالحهم الإقتصادية والسياسية الخاصة... فاذا ما ضمنت لهم أمريكا وبريطانيا ودول الخليج نصيبا من كعكة النفط والغاز والنفوذ في المنطقة، فانهم حتما سوف لن يتورّعوا لحظة عن ترك نظام الرئيس بشار الأسد ينهار كحجر ساخن كما انهار نظام البعث في العراق...وفي اعتقادي الراسخ فانّ دعوة وزير الخارجية الروسي لافروف هذا اليوم لتدمير كل الأسلحة الكيمياوية السورية ليست سوى فخّ "روسي أمريكي" تم الإتفاق عليه مؤخرا بين الجانبين لحمل سوريا على التخلّي طواعية عن أخطر وأقوى أسلحة الردع التي تملكها في ترسانتها الحربية بمواجهة العدوان القادم لا محالة....وأرجو من كلّ قلبي أن لا يقع الإخوة في سوريا في هذا الفخّ القاتل ويدمّروا أنفسهم ومصيرَ سوريا والأمّة بأيديهم...وأخالهم قد استخلصوا الدرس والعبرة ممّا حدث للعراق الجريح، ولن ينخدعوا أو يُلدغوا من نفس الجحر الذي لُدغ منه العراقيون من قبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق